الشيخ المسند محمد إدريس المربوي الأندنوسي الماليزي


حياة الشيخ المربويّ
اسمه ونسبته :
هو محمد إدريس بن عبد الرؤوف بن جعفر بن إدريس المربويّ ، من مدينة كوالا كنسر بولاية بيراق ( ) في ماليزيا ، ويعود أصله إلى المهاجرين من سومترا بأندونيسيا إلى ماليزيا ( ) . والمربويّ نسبة إلى اسم قريته ( لوبوق مربو ) ومعناها بالعربية ، ( لوبوق ) : الجزء العميق من النهر ، و ( مربو ) اسم شجر ينبت في جانب ذلك النهر ، وهو شجر ( السّاج ) تصنع منه السفن ( ) . ومن الجدير بالذكر أن المطبعة المربوية في مصر تنسب إليه ؛ حيث كان الشيخ المربويّ يملكها ، وكذلك ينسب إليه القاموس العربي – الملايو الشهير بالقاموس المربويّ ؛ لأنه مؤلفه .

ولادته ونشأته :
ولد بمكة المكرمة في : 28 / ذي القعدة / 1313 هـ الموافق لعام 1893 م ، عندما كان أبواه يحجان بيت الله الحرام ( ) . وبقي المربويّ مع أبيه وأمه في مكة المكرمة منذ ولادته وحتى صار عمره عشر سنوات ، ثم انتقل مع أسرته إلى ماليزيا عام 1323 هـ ( ) .

رحلته إلى مصر :
سافر المربويّ مع أسرته إلى مصر ، وسكن بجانب جامعة الأزهر بالقاهرة ، منذ عام 1934 م وحتى عام 1989 م ( ) .

رجوعه إلى ماليزيا :
رجع المربويّ إلى ماليزيا بعد رحلة الخمسة والخمسين عاماً ، وسكن بمدينة إيبوه مركز ولاية بيراق ( ) .
علمه :
عندما كان المربويّ في مكة المكرمة فإنه درس في مدارسها الإبتدائية العربية ( ) ، وقد حفظ ستة عشر جزءاً من القرآن الكريم ، وأخذ دروس لبعض العلوم الشرعية والعربية من الحلقات العلمية ( ) . وعندما نتقل إلى ماليزيا درس في مدرسة قريته مع التحاقه بنظام الحلقات العلمية في المساجد والتي تسمى بـ( الفندق ) وأخذ يتنقل بعدها إلى دروس العلماء ومجالسهم العلمية في عدد من ولايات ماليزيا ومدنها ، ودرس عندهم الفقه والحديث والعقيدة واللغة العربية وغيرها ( ) . وفي سنة 1934 م  رحل الشيخ المربويّ إلى مصر ليكمل دراسته ، وكان من أوائل أبناء ولايته الذين ذهبوا ليواصلوا دراستهم العالية بمصر ( ) .
وفي سنة 1980 م حاز الشيخ المربويّ على إجازة الدكتوراه الفلسفة الفخرية من الجامعة الوطنية بماليزيا ( ) . كما أنّه حاز على جائزة ( مع الهجرة ) الأولى للعام الهجري 1408 هـ ، وهو أول من حاز هذه الجائزة بعد إنشائها في ماليزيا ( ) .

من مؤلفاته :
1- تفسير قرآن مربويّ .
2- تفسير سورة يس .
3- تفسير جزء عمَّ .
4- تفسير الفاتحة .
5- بحر الماذي شرح مختصر صحيح الترمذي .
6- بلوغ المرام ترجمة إلى الملايو .
7- قاموس المربويّ ( عربي – ملايو ) .
8- قاموس الجيب المربويّ .
9- فربند هاران علمو ( قاموس جامع لأنواع العلوم ) .
10- نظام الحياة للأمة الإسلامية .
11- فنجا أوكام دان فاتي حكم 2 عبادات .

صفاته وأحواله :
لقد رُزق الشيخ المربويّ بقوة في العقل وبسطة في الجسم ، فلقد تجاوز التسعين عاماً وهو صحيح البدن قوي الحركة سريع الفهم ( ) . ولم يزل يلبس العمامة والجبة ، وكان عالماً ورعاً ، اهتم بصلة الرحم وحسن المعاملة مع الناس مع طيب العشرة ، كما أنه كان متواضعاً ، وكان متبعاً للسنة في شأنه كلّه ( ) .

وفاته :
توفي الشيخ المربويّ – رحمه الله – في عام 1410 هـ الموافق 1989 م ، ودفن في المقبرة الإسلامية في لوبوق مربو بكوالا كنسر بجانب زوجته الأولى التي ماتت قبله بخمسة أشهر . وقد حفظ بعض الصروح العلمية  في ماليزيا الود لهذا الشيخ الفاضل فجعلت اسمه علماً لمؤسساتها ومنها :
- كلية إدريس المربويّ في الجامعة الوطنية الماليزية .
- مدرسة الشيخ محمد إدريس المربويّ في كوالا كنسر .
- كلية إدريس المربويّ الإسلامية في إيبوه ، أقامتها ابنته من هبة جائزة ( مع الهجرة ) التي حصل عليها الشيخ المربويّ .

المسائل
المسألة الأولى : تعريف بالغة الملايوية
اللغة الملايوية هي اللغة الرسمية الفصيحة في جنوب شرق آسيا ، ويتحدث بها كل من ماليزيا وأندونيسيا وبروناي دار السلام وسنغافورة . وتعد اللغة الملايوية رابع أوسع اللغات من حيث الناطقين بها من مجموعة لغات العالم ، حيث يبلغ عدد الناطقين بها ( 300 ) مليون نسمة ، صرّح بذلك الدكتور أوانج ساريان مدير قسم اللغة بمجمع اللغة الماليزي ( ) ، وفي مقالة كتبها دافيد جرادول مدير شركة ذي إنجلش كامبني للاستشارة اللغوية ونشرها في مجلة العلوم بعنوان : ( مستقبل اللغة ) حيث ذكر أنَّ اللغة الملايوية تعتبر من ضمن أسرع ثلاث لغات تطوراً في العالم ( ) .
وتكتب اللغة الملايوية بخطين أحدهما : الجاوي القديم الشبيه لرسم الحروف العربية ، والآخر : الحرف اللاتيني المعاصر .

المسألة الثانية : الحديث النبوي وعلومه في الملايو
كانت جنوب شرق آسيا عموماً ومنها ماليزيا أقل الجهات إعتناءً بالحديث النبوي الشريف وعلومه لغلب على أهلها الفقه والتصوف ، ولكن لا يخلو ذلك ممن يعتني بالحديث النبوي ويصرف نظه إليه على قلتهم ؛ ولكن ليعلم أنه ليس القصور في جانب الحديث والسنة يعود إلى ضعف مستوى الملايويين المسلمين به ، ولكن لانشغالهم بالدعوة إلى الله والوعظ والارشاد وبذل الوسع في محو الأمية ورفع الجهالة عن الناس وتبصيرهم بشؤون دينهم وتعليمهم قراءة القرآن الكريم وفروض العين ودروس الأخلاق والعقيدة وغيرها من العلوم التي يحتاجونها لتثبيت إيمانهم وتفقههم في شريعة دينهم .
ولعل هذا السر الوحيد في إقلالهم من التأليف والتصنيف في علم الحديث النبوي وترجمته لتوجههم نحو التفقيه والتوجيه والتثقيف ( ). وفي بحوث علمية مشاركة في مؤتمرات وندوات اطلعت إلى بعضها كان من نتائجها أنَّ الشيخ المربويّ له إسهامات كبيرة وكبيرة جداً في تحريك الحديث النبوي الشريف في بلاد الملايو كلها ( ) .
المسألة الثالثة : اللغة العربية وعلومها في الملايو
من أهم ما يميز اللغة الملايوية هو موضوع الاقتراض اللغوي من اللغة العربية حيث ذكر الأستاذ الدكتور عبد الرحمن شيك رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بكلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا - ذكر - في بعض محاضراته وأبحاثه أنَّ هناك ( 3302 ) كلمة اقترضتها اللغة الملايوية من الألفاظ العربية ( ).
وقد أسهمت النهضة الإسلامية في إصلاحات كثيرة ببلاد الملايو منها طريقة كتابة اللغة الملايوية بالكتابة العربية ، وتعد هذه الخطوة أول مساهمة إسلامية هامة في الثقافة الملايوية وتعرف بالكتابة الجاوية ( tulisan jawi ) ( ). ومما يجمعها بالعربية موضوع الخط الجاوي التراثي المشابه للحروف العربية ، ويؤكد باحثون أن تاريخ العربية في ماليزيا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاسلام والقرآن ، وتستخدم اللغة العربية في ماليزيا بأشكال متعددة الأغراض ، فمنها الإعلامي فما زالت هناك صحف تصدر بالخط الجاوي وباللغة العربية أيضاً ، ومنها الجانب السياحي والتجاري والدبلوماسي فهناك دورات تعقد للقائمين بهذا المجال لتعليمهم اللغة العربية ، فضلاً عن أنَّ الكثير من المساجد والمدارس والمعاهد والكليات والجامعات الماليزية تستخدم اللغة العربية في تدريس المواد الشرعية وكذا تعليم اللغة نفسها في مواد دراسية تعرف بـ( بهاسا عرب ) أو بأقسام وشعب علمية متخصصة ( ) .

المسألة الرابعة : مظاهر ترجمة الكتب العربية إلى اللغة الملايوية
إنَّ من أهم الأمور في دراسة أثر الإسلام في اللغة الملايوية هو حركة التأليف والترجمة بالحروف العربية ، فالدعاة والعلماء قاموا بإصدار كتب ومؤلفات في الدراسات الإسلامية لأبناء الملايو باستعمال اللغة الملايوية مكتوبة بالحروف العربية ليقرأها أبناؤهم تيسيراً لهم في فهم الإسلام ( ).
ولهذا طبعت في مكة المكرمة مجموعة كبيرة من الكتب الإسلامية الملايوية بهذه الحروف ووزعت في أرجاء البلاد الملايوية ( ).

بحر الماذي شرح مختصر صحيح الترمذي
أولاً : العنوان والمقدمة
تحتفظ الكتب الملايوية المترجمة عن اللغة العربية بالعنوان والمقدمة بأن تكونا باللغة العربية ، ومثال ذلك عنوان شرح مختصر صحيح الترمذي للمربوي الموسوم بـ( بحر الماذي ) والماذِيّ هو : العسل الأبيض ( ) وهذا الاختيار للاسم لا يعرفه إلا من له اطلاع عميق على اللغة العربية ، وكذلك مقدمته المسجوعة وهي : ((الحمدُ للهِ الذي مَنَّ علينا بِفضلِه العَظيم ؛ إذ مَنَّ علينا بمحمدٍ أفضلِ الخلقِ ، فهدانا إلى دينِ الحقِّ والصراطِ المستقيمِ ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ الكريم الحليم ، وأشهدُ أنَّ سيدنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ وحبيبُهُ وخَليلُهُ الذي خُصَّ بالخُلقِ العظيم ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وأصحابهِ الذين فازوا منه بالحظ الجسيم )) ( ) .

ثانياً : الإقتراض اللغوي
تزخر الكتب الملايوية المترجمة عن اللغة العربية بالكلمات المقترضة ولا سيما في موضوعات الشريعة الإسلامية بحكم طبيعة الدين الذي يعتنقه الملايويون ، فالكثير من كلمات الفقه والحديث والعقيدة هي باللغة العربية ، ولكن هناك ما طرأ عليه تغيير في الصوت أو الرسم أو التبديل أو غير ذلك ، والبعض الآخر مما تحتفظ به اللغة الملايوية بدون تغيير ، وهذا ما لا يثقل على المترجم للنصوص الشرعية في اختيار المفردات للمعاني .
وهذه نموذج من الأمثلة : ( أخلاق ، أصح ، عمل ، عسكر ، باطن ، بركة ، دولة ، دنيا ، ضروري ، فرض عين ، فتوى ، فاسق ، حديث ، هدية ، حاكم ، حياة ، حكمة ، حساب ، إحسان ، جنازة ، كرامة ، خليفة ، خطبة ، ميت ، مسكين ، رخصة ، سند ، تأويل ، وحي ، ظالم ، ذمة ....) .

ثالثاً : الأسلوب التركيبي ( )
1. إذا كانت الجملة مبتدأ يعني أولاً في اللغة العربية فإن الترجمة لها تكون : ( برمولا ) .
كما في المثال الآتي : )) عن أبي هريرة قال : حذف السلام سنة .
درفد أبي هريرة كاٺڽ برمولا ﺳګراممبري سلام ايت سنة نبي ((( ) .
2. إذا كانت المفردة في موضع الفاعل فإن الترجمة معها تكون : ( أوليه ) .
كما في المثال الآتي : )) عن أسماء بنت أبي بكر أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الثوب يصيبه الدم من الحيضة .
درفد أسماء بنت أبي بكر بهواسڽ سؤرغ فرامفوان برتاڽ اي : كن نبي صلى الله عليه وسلم درفد كايڽ يغ مغنائي اكندي أوله داره درفد جيض ((( ) .
3. إذا كانت المفردة في موضع المفعول فيترجم لها ومعها : ( اكن ) .
كما في المثال الآتي : )) عن ابن عمر أنه كان إذا صلى الجمعة انصرف .
درفد ابن عمر بهواسن اداله اي افبيل سمبيغ اي اكن جمعة كمبالي ((( ) .

رابعاً : الأدوات ( )
1- ( الواو ) في العطف تكثر في الترجمة بلفظ ( دان ) .
كما في المثال الآتي : )) ولكن جهاد ونية .
دان تتافى فداغ دان نية ((( ) .
2- ( الذي ) في الوصل بلفظ ( مك )
كما في المثال الآتي : )) الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة .
اي مك كتاكو الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة ((( ) .
3- ( أو ) بلفظ ( أتو )
كما في المثال الآتي : )) أو شجر الجنة .
اتو فوهن كايو شركا ((( ) .
4- ( إلا ) بلفظ ( ملينكن )
كما في : )) أن لا إله إلا الله .
بهواسڽ تياد توهن ملينكن الله ((( ) .
5- ( أنَّ ) بلفظ ( بهواسڽ )
كما في : )) أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم .
بهواسڽ نبي صلى الله عليه وسلم ((( ) .
أما إذا خففت فتكون بلفظ ( بهوا )
كما في النص الآتي ، ففي أوله شاهد المشددة وفي وسطه شاهد المخففة وهو : كما في : )) إنَّ أحق الشروط أنْ يوفى بها ما استحللتم به الفروج .
بهواسڽ يغلبه مستحق درى طكل شرط بهوا سمفرناكن دغندي اياله بارغيغ محلال سكلين كامو دغندي اكن فرج ((( ) .
وأما إذا أريد بها الدلالة على تأكيد الشيء وتوكيده كانت بلفظ : ( سوغكوهن ) ، كما في المثال الآتي : )) إنَّ الله حرم ...
سوغكوهن الله حرامكن ((( ) .

المسألة الخامسة : الكتب الحديثية التي ترجمها المربويّ
أولاً : بحر الماذي شرح مختصر صحيح الترمذي
هذا الكتاب مكتوب بحروف الجاوي ، وهو اثنان وعشرون جزءاً في أحد عشر مجلداً ، وإنما تم تأليفه ليطلع عدد أكبر من القراء على السنة النبوية ، ويتفهموا أحكامها ومعانيها باللغة الملايوية . وهو من أكبر الشروح على كتب الحديث باللغة الملايوية ، وقد استقبل هذا الكتاب استقبالا كبيرا في جميع دول جنوب شرق آسيا .
ألف هذا الكتاب في مصر وطبع فيها الطبعته الأولى بمطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده سنة 1379 هـ / 1960 م بإشراف مؤلفه ، علماً أنه انتهى من تأليفه الليلة الثانية من جمادى الآخرة سنة 1377 هـ الموافق : 24 / ديسمبر / 1957 م ( ). وطبعته دار الكتب العلمية في بيروت طبعة أحدث من طبعة مصر من جميع النواحي وذلك سنة 2003 م .
وإذا كان الإمام الحافظ الترمذي قد جمع ( 3956 ) حديثاً في مصنفه ، فإن المربويّ قد اختصره إلى ( 2775 ) حديثاً ، وجعل هذه الأحاديث في ( 8200 ) مسألة . وقد ألف المربوي كتابه هذا بعد ختمه لدراسة كتاب الترمذي على يد شيخه الأستاذ محمد ابراهيم السمالوطي( ) من هيئة كبار علماء الأزهر الشريف بمصر . وتأتي أهمية كتاب بحر الماذي من أهمية جامع الترمذي نفسه ، فمن المعلوم أن سنن الترمذي تعد ثالث الكتب الستة في الحديث ، بمعنى أنه بعد الصحيحين في الترتيب ، ويكفي هذا الجامع الصحيح أن مصنفه الحافظ محمد أبو عيسى الترمذي ت 279 هـ قال عن كتابه : (( صنفت هذا المسند الصحيح وعرضته على علماء الحجاز فرضوا به ، وعرضته على علماء العراق فرضوا به ، وعرضته على علماء خراسان فرضوا به ، ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي ينطق )) ( ) .
وقد كسب الشيخ المربويّ الرضى نفسه لكتابه ، فكتابه من مقتنيات مكتبات الجامعات والمكتبات الوقفية والمكتبات الخاصة والعامة والحكومية والتجارية ، ومكتبات المساجد ودور العلم ، وكلهم يرجع إليه في الشرح والتوثيق والفهم .

وأما ملاحظاتنا المنهجية على هذا الكتاب فهي كالآتي :-
1- افتتح المربويّ شرحه لهذا الكتاب بحديث ( إنما الأعمال بالنيات ... ) ، ثمَّ بدء بترتيب الترمذي كما هو معروف بحسب الأبواب الفقهية ، وحين جاء هذا الحديث في متن الترمذي في باب من قاتل رياء وللدنيا ، توقف عنده المربوي مرة أخرى للشرح والتعقيب ( ).
2- حذف الأسانيد ، واكتفى براوي الحديث من الصحابة – رضي الله عنهم أجمعين – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .
3- وضع في نهاية كل جزء فهارس للأبواب والمسائل .
4- التزم عند ذكر الآيات القرآنية التعريف باسم السورة ورقم الآية ( ).
5- اعتاد في أغلب مسائله التي شرحها أن يختمها بقوله : ) والله أعلم (( ) .
6- أحياناً يؤجل شرح المسئلة إلى وقت آخر وموضع آخر من كتابه ، ويعلم ذلك من خلال قوله : ) إن شاء الله (( ) .
7- المطلع على الشرح يجد أسماء العلماء مبثوثة في كتابه وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على استفادة الشارح من الجهود العلمية قبله ورجوعه إليهم ، ومما يميز هذه الحالة في الترجمة أن القارىء يجد قبل إسم العالم لفظ ) كات (بمعنى : ) قال ( ، فتجد : ) كات نووي (و ) كات شافعي (و ) كات ابن عربي (و ) كات غزالي (.
8- أفاد من شروح السنة منها شرخ صحيح مسلم للإمام النووي( ) وشرح صحيح البخاري للقسطلاني( ) وغيرهما .
9- اعتمد على كتاب الأم للشافعي( ) في مناقشة المسائل الفقهية ، وضمن كتابه آراء الفقهية للمذاهب الأربعة المشتهرة عند أهل السنة والجماعة ، ورجع إلى المجموع في الفقه( ) .
10- يلاحظ عليه حسن استخدامه للمصادر والمراجع ، حيث كان يستشهد بشرح أبواب التفسير والآيات القرآنية من التفاسير المعتبرة ومنها على سبيل المثال تفسير الخازن ( )، ويحيل في الموضوعات الأخرى إلى مظانها ومنها على سبيل المثال الإحياء للغزالي وشرحه اتحاف السادة المتقين ( ).
11- كان حريصاً على أن يستوثق من النصوص التي اعتمدها من الكتب التي رجع اليها ، وتعرف ذلك من خلال عبارته : ) أ.هـ (( ) .
12- عقد مقدمة علمية لكتابة في كيفية استعمال الكتاب ومعرفة مصطلحاته الحديثية ، حيث أن للإمام الترمذي مصطلحات حديثية ينبغي التمييز بينها ومعرفتها مثل ( حسن صحيح ، غريب ، صحيح مطلق ، صحيح شاذ... ) وغيرها .
13- في بداية كل جزء يفتتح كلامه بحيث النبي صلى الله عليه وسلم : (( نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها)) ( ) ، ثم يأتي بالبسملة فالحديث من الترمذي .
14- من عباراته الأدبية المتككرة في شرح قوله : ) يا سودار اكو (ومعناها : يا أخي ، فـ) يا ( للنداء ، و ) سودار (بمعنى : أخ ، و ) اكو (بمعنى : أنا .
15- يقسم أحياناً المسائل الطويلة إلى نقاط رقمية ، وهي الأرقام الملايوية وكالآتي ( ):
الرقم واحد هو ساتو ، ولكن في التعداد الرقمي يكون : فرتماڽ ، والثاني : كدواڽ ، والثالث : كدتيكاڽ ، والرابع : كأمفتن ، والخامس : كليماڽ ، والسادس : كأنمڽ ، والسابع : كتوجهڽ ، والثامن : كدلاﭭڽ ، والتاسع : كسمبيلڽ ، والعاشر : كسفولڽ .
علماً : أن هذه الأرقام في الحساب من غير الحرف الأول ) الكاف ( وهو بموازة ) أل ( التعريفية في العربية .
16- لا يخلو الكتاب من بعض الأخطاء الإملائية في اللغتين العربية والملايوية ، فالكمال لكتاب الله وحده سبحانه وتعالى ، وكثير منها يتعلق بالتنقيط ، ومن أسبابها الطباعة القديمة الحجرية للكتاب من جهة ، وسعته من حيث الحجم من جهة أخرى ، ومن أمثلة تلك الأخطاء العربية الواردة مثلاً : ) الرخصة ( كتبت ) الرحصة (( )،) السبابة ( كتبت ) لسبابة (( ) وغيرهما .
17- اعتمد طريقتين في الترجمة ، إحداهما : الترجمة الحرفية للنص ، والأخرى : ترجمة المعنى المراد والمقصود من الحديث ، وهذه الأخيرة كانت فيها مساحة واسعة للمربوي لمناقشة المسائل التي عقدها في كتابه المتعلقة بالعقيدة والفقة واللغة والتاريخ وغيرها .

وأما الطريقة الأولى فهذا مثال لها للتوضيح :
(( عَن ابنِ عُمَر عَن النَبيّ صَلى الله ُعَليهِ وَسلّمَ قَالَ : ]لا تُقْبَلُ صَلاَةٌ
درفد ابن عمر درفد نبي صلى الله عليه وسلم سبدان تياد دتريما سمبهيغ
بِغَيرِ طَهُورٍ [
دغن كتيدأن برسوجي )) ( ).
وهذه الترجمة هي ترجمة قديمة بالنسبة للغة الملايوية ، من جانب آخر فإن الترجمة لبعض المفردات عند المربويّ تعد متروكة الآن أو غير مستعملة بسبب أن المربوي ألف كتابه في مصر ، وكذلك انقطاعه مدة طويلة عن ماليزيا وبلاد الملايو مما قد تكون عامل من عوامل ضعف الترجمة في بعض المواضع ، فإن المتتبع لتطور اللغة الملايوية يستطيع القول أنها أحياناً تكون لغتين واحدة قديمة والأخرى جديدة ، وفيما يأتي بعض من هذه الاختلافات والتغيرات .
1 -اختلاف الحرف (V) إلى ( B ) ، كما في المثالين الآتيين :
ت الكلمة القديمة الكلمة الجديدة المعنى
1 Vulan Bulan قمر
2 VARANG BARANG جزيرة

2 -اختلاف الحرف ( N ) إلى ( D ) ، كما في المثالين الآتيين :
ت الكلمة القديمة الكلمة الجديدة المعنى
1 NIVRBUAT DIPERBUAT جُعل
2 NIAMVIL DIAMBIL أُخذ
3 -اختلاف الحرف( A ) إلى ( E ) ، كما في المثالين الآتيين :
ت الكلمة القديمة الكلمة الجديدة المعنى
1 SARIVU SERIBU ألف
2 DANGAN DENGAN بـ
فالترجمة المعاصرة اليوم هي بالحروف اللاتينية ، وإذا أردنا أن نلقي نظرة إلى الترجمة بالكتابة اللاتينية لوجدناها كاللآتي ( ):
(( Daripada Ibnu Umar, daripada Nabi Shallallahu alaihi wasallam, sabdanya Tiada diterima sembahyang dengan ketiadaan bersuci ))

ومن أجل المحافظة على هذا الجهد القيم وحتى لا تحرم منه الأجيال المعاصرة والقادمة فقد تمت إعادة طبع الكتاب بالحروف اللاتينية وبطباعة أحدث تتناسب وتطور العصر في مجال الطباعة والتنضيد ونوع الورق وغير ذلك ، ويرجع تاريخ استخدام الحروف اللاتينية في ماليزيا إلى القرن الثامن عشر الميلادي ؛ نتيجة لزحف الاستعمار الهولندي في ذلك القرن ( ).
18- هناك أيضاًَ محاولة أخرى قيد العمل للباحث الماليزي الأستاذ عبد الله القاريّ في ولاية كلانتان لتهذيب هذا الشرح وإعادة صياغته من جديد ، وإلباسه حلّة جديدة . في نهاية كل جزء يختتم كلامه بعبارات الحمد والثناء لله تعالى باللغة العربية ، ومنها على سبيل المثال ما يأتي : ) الحمد لله على التمام (( ) و ) الحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً (( ) و ) بحمد الله وحسن توفيقه (( ) .


ثانياً : بلوغ المرام
نقل المربويّ كتاب بلوغ المرام مع شرحه سبل السلام إلى اللغة الملايوية ، وقد قسم هذا الكتاب إلى أربعة أقسام وهي : ( العبادات ، المعاملات ، المناكحات ، الجنايات ) ، وهو من جزء واحد في (782) صفحة ، وتم تأليفه في أول ذي القعدة سنة 1383 هـ الموافق : 15 / مارس / 1964 م ، وطبع في مطبعة الأنوار بمصر وحقوق الطبعة محفوظة لناشره صاحب مكتبة النهضة بمكة المكرمة ( ).

ثالثاً : إيداغن كورو صحيح البخاري ومسلم
وترجمة العنوان تعني : ( منية المعلم صحيح البخاري ومسلم ) وفي الحقيقة لم أطلع على هذا الكتاب ، وإنما أخبرت عنه أنه في جزءين ، وهو مطبوع في مصر وفي ماليزيا .

لمصادر والمراجع
1- بحر الماذي ، لمحمد بن إدريس المربويّ ، شركة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ، مصر ، 1379 هـ / 1960 .
2- بلوغ المرام ، للشيخ محمد إدريس المربوي ، مطبعة الأنوار ، مصر ، 1383 هـ .
3- قاموس بستاك ، ملايو – عرب ، للشيخ أحمد بن عثمان باجنيد ، دار الفكر ، كوالا لمبور ، 1387 هـ .
4- مقدمة تحفة الأحوذي ، للإمام الحافظ المباركفوري ت 1353 هـ ، دار الفكر ، بيروت – لبنان ، 1415هـ - 1995 م .
5- لسان العرب ، لابن منظور ت 711 هـ ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت – لبنان ، ط / 1 ، 1416 هـ - 1995 م .
البحوث والرسائل :
1- الألفاظ العربية المقترضة في اللغة الملايوية ، د.عبد الرحمن شيك ، الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا .
2- رسالة سببوتن فرايان ، بمناسبة ( 100 ) سنة على تأسيس مدرسة كبنسان لوبوق مربو في كوالا كنسر / 1991 م .

المجلات :
1- أوتوسن قبلة ملايو .
2- تيتيان مسرا .
3- سيناران إسلام .
4- الوطن السعودية .
الإنترنيت :
1- ملتقى أهل الحديث .
2- وكالة الأنبار الوطنية الماليزية / برناما أ.أ.م.ر.

Post a Comment

2 Comments

  1. هل أصل حقيقي شيخ إدريس المربوي من الأندنيسيا ؟

    ReplyDelete
    Replies
    1. كان نسبته الجاوي، والجاوي هو نسبة إلى جزيرة جاواه وهي تشتمل على أندونسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند وفيليبينا وغيرها في شرق جنوب أسيا

      Delete

Silahkan meninggalkan saran dan masukan terkait blog ini. Semoga bermanfaat. Terima kasih.